علو في الحياة وفي الممات ***لحقٌ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا***وفود نَداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا***وكلهم قيامٌ للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً***كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن***يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا***عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى***بحراسٍ وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا***كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ***علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها أناسٌ***تباعد عنك تعيير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعا***تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت***فأنت قتيل ثأر النائبات
وصير دهرك الإحسان فيه***إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعدا فلما***مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي***يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام***بفرضك و الحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي***وبحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي***مخافة أن أعد من الجناة
ومالك تربة فأقول تسقى***لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى***برحمات غواد رائحات
أبو الحسن الأنباري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق