وكنت قبل قراءتها سمعت من البعض التحذيرات والتهديدات من أنها تأخذ التفكير إلى منحى خطير خصوصا لمن هو مثلي ...
ولم أعرف لماذا التحذيرات توجه لي أنا
ولا أعلم لماذا دائما يخشى على تفكيري الخطير!!
وكأن الرواية لم تباع في السوق ويتداولها الناس في النقاشات ..
وعندها سألت : هل فيها انحرافات أخلاقية؟ هل فيها كفريات؟ وكانت الإجابة لا ... لكن فيها ما هو أعظم ...
فيها ما يجعل التفكير يعمل باستمرار دون توقف لأيام عديدة ...
بدأت بها وقرأت منها عشرون صفحة ولم تكن بتلك الحماس ... حتى فكرت أن أتركها لولا أنها باللغة العربية الفصيحة ... فأنا ممن ينجذب إلى كل ما يكتب بالفصيح...
تركتها لأيام لأكملها إذا شعرت أن لدي رغبة في إكمالها ... وحان الوقت لقراءتها ...
اليوم بدأت أحداث القصة ... أكره أن أعترف أن الرواية في حديثها عن المدارس لم تبالغ ...
وأكره أن أعترف أن ما يقوله صحيح لا شك في صحته ...
ومن منا عاش تلك الفترة لم يمر بكل ما ذكره فقد كانت المدارس السعودية شيئا لا يقارن بما هو الآن
كان طالب المتوسط يكفّر كل من حوله (لأي سبب ولأي فعل) ولن أخبرك إذا وصل المرحلة الثانوية ماذا سيفعل
ولله الحمد والمنة كنت ممن يعد من الكفار دوما
لم أنكر كثير مما حدث في القصة لأنها حدثت لآلاف مثله
لكن هناك بعض الأمور التي أعدها من المبالغات
وهناك من الأمور التي يصعب إثباتها
ومع ذلك أتوقف معها موقف محايد فلا أصدقها ولا أكذبها
لكنني أكره أيضا أن أرى تقلب إنسان من حافظ للقرآن الكريم بقرائتين إلى إنسان ينكر ثوابت في شريعتنا الإسلامية بل ويسخر منها ..
إنسان يمجد في الموسيقى ولم يفكر يوما أن يكتب بقلمه عما حفظه من القرآن الكريم إلا في سبيل (النقد) وإظهار الكراهية لمجموعة هو يعتقد أنهم أخطؤوا في حقه ...
أولم يجد ما يستحق الكتابة عن القرآن الكريم أي شيء!!!
لكن ما لم يعرفه عبد الله ثابت أن الإسلام ليس إنسانا ولا مجموعة بل هو دين متكامل ...
أن يخطئ الناس في تطبيقه لا يعني أن الإسلام فيه خطأ ...
وألا يفهم الناس بعض الحكمة من بعض الأحكام لا يعني أن هذه الأحكام خطأ .. بل يدل على قصور الإنسان .. وتذكير لهذا الإنسان أنه ما زال إنسانا ...
لم أندم أني قرأتها بل شعرت بالخوف
واستمريت بالدعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
فدوما كنت أعتقد أن حفظ القرآن الكريم سيحمي-بإذن الله - من الفتن ...
لكن بعد قراءة هذه القصة علمت أنه لابد من الدعاء والتوكل على الله وسؤال الثبات ..
والله المستعان