الثلاثاء، أبريل 03، 2007

جروح لا تلتئم

على اختلاف ثقافة الناس في مجتمعنا .. واختلاف تعليمهم وهوياتهم وتوجهاتهم ..

إلا أنهم في الغالب الأعم إذا واجه مشكلة لا يعرف كيف يتصرف التصرف السليم؟

وإن كانت ثقافة المجتمع السائدة ثقافة الصبر على الصعاب .. والثبات ..

بمعنى أن تتوقف عن الكلام عن مشكلتك .. أو التفكير فيها .. والانفعال متأثرا بها ..

بل أنك تثبت أي تتبلد أمامها فلا تحزن ولا تفرح ..

فأنت بكل تأكيد لن تكون سعيدا بها لكنك لا تحزن لأنك مسلم مؤمن بقضاء الله وقدره وأن الله مبتليك بابتلاء ..

فإذا حزنت فأنت ناقص إيمان من وجهة نظرهم...

فيبقى الحزن مدفونا في النفس لا هو خرج ولا بقي كحزن ..بل يدفن في داخل القلب ..

ومع مرور الأيام يجد الإنسان أنه في مرحلة لم يعد يحتمل أدنى مشكلة تافهة صغيرة ..

ويتحول من إنسان هادئ الطباع إلى إنسان عصبي ... يبتعد الناس عنه ..

تحاشيا من لسانه ومزاجه المتعكر المتقلب ...

ومع تعدد الشخصيات التي تواجهها في حياتك وتصفها بوصف العصبي ..

نجدنا نصل إلى وصف المجتمع أنه عنيف أو عصبي .. أو (مرفه) لا يحتمل أدنى مشكلة ..

والحقيقة أنه لم يتعلم كيف يتعامل مع المشكلات التي يواجهها ...

فلم ندله على الطريق الصحيح فلماذا نلومه على عصبيته ..؟!!

وكأنه ليس من البشر بل جماد .. تصيبه الخدشات من كل جهة ولا يقوم بعلاجها ..

حتى إذا ما مرت السنون يكون مثخنا بالجراح ..

وعفوا بعض الجروح لا يمكن علاجها .. فهي أعمق وأكثر من أن تعالج ...

وبعض الجروح وإن توقفت عن النزف في الظاهر لكن أثرها يبقى في داخل الإنسان ..

فهل نعلّم أفراد مجتمعنا ونرشدهم إلى التصرف الصحيح ..؟

قبل إصابتهم بهذه الجروح لا بعدها ؟

وهل نرشدهم دون أن يعيبهم المجتمع ..؟

هل نعلم الأفراد (ابنا وابنة .. ذكرا وأنثى .. زوجا وزوجة .. موظفا وموظفة .. صغيرا أو كبيرا ) .. كيف يتعامل مع مشاكله؟

عفوا يا مجتمعي!!! ..

(بشكل عام) أنت مظلوم فكل رفض منسوب إليك .. وكل خدش هو منسوب إليك .. وأنت منه برئ.

ليست هناك تعليقات: