الاثنين، فبراير 26، 2007

حب وجروح

لا تحزن يا صديقي إن رأيت الجحود ممن حولك ...
فمن حولك لا يتذكرون إلا نقائصك ...
ولا يرون إلا ما يعتقدونه نقائص ...
فلا تنتظر منهم الصمت ...
ولا تحزن إن رأيت السكاكين الحادة تنطلق نحوك لا لقتلك بل لجرحك ...
وترى رامي هذه السكاكين حريصا ألا تصيبك سكينه في مقتل بل في أكثر الأماكن ألما ليتسبب في جرح عميق في نفسك ...
وأشد من طعن السكاكين وجروحها هو راميها فراميها ممن تحب ...
ومهما ضغطت على قلبك ليخفف من حبه تجده يخونك ويعود فيحب مرة أخرى ...
ومع كل طعنة .. وخدش .. وكلمة ... ونظرة ... آلام وآلام ...
وفي كل مرة يدق فيها قلبك لنفس الشخص تعود لتضعف لتحب من جديد ..
فيعود الألم وتعود الفرصة لصاحب الألم أن ينتأ الجرح مرة أخرى ليجعله بأثر أشد قد لا يبرأ أثره هذه المرة طيلة عمرك

صديقي ... أرجوك ... أتوسل إليك ... أنا لا أطلب منك ألا تحب أحدا مهما كان ...
أحب لكن بعقل ... أحب باتزان ...
خفف من حبك قليلا ... فالناس باتت تتخذ هذا الحب وسيلة لجرحك .. وما عادت باقي أعضاء جسدك تحتمل ما تتسببه في ألم ...
فكل جرح فيك أنت سبب فيه ... فأنت من سمحت لنفسك أن تحب ...
والحب نقيصة في هذا الزمن!!!

الجمعة، فبراير 23، 2007

خطوات على الجمر

البعض يسير خطوات حياته على ريش نعام والبعض الآخر يمشي على جمر ...
والغريب في هذا أنه متى ما تيسرت أمور الفريق الأول تعسرت أمور الفريق الثاني وكأنهما على جهتان لا يمكن إلا أن تتضادا
الجمر .. الجمر .. الجمر ..
ما يسميه الناس الابتلاء ... وما يطلبون من بعضهم البعض الصبر عليه ..
فابتلاء لك أن تتعسر كل أمور حياتك
أن تفتقد النوم من جفنيك .. وأن تفتقد النوم الهادئ فالكوابيس رفيق دربك في كل نوم تنامه ..
لا تفرق بين وقت هذا النوم ولا مدى عسره .. فهي رفيقة نومك ...
وابتلاء لك .. أن تتعسر لك دراستك .. ووظيفتك .. وعاطفتك مع أقرب الناس إليك
ولا تقل أنك أنت المتحكم في حياتك فهذا هو الهراء بعينه ...
ولا تقل أنك لن تخلط بين أمور حياتك وأنك ستستطيع الفصل بينهم ... فهذا هو الكذب بعينه ...
أنت إنسان لن تستطيع أن تفصل ... فالفصل لا يستطيع عليه أحد ...
خطواتنا على الجمر وخطوات غيرنا على ريش من نعام
وللأسف من سيرت أمور حياتهم بسهولة هم من ينظّرون على من ساروا على الجمر
على الرغم أن خبراتهم أقل وحدود معرفتهم أضيق ... لكنهم مازالوا ينظّرون ...
وما زال السائرون على الجمر مستمعون .. ولا حق لهم في الاعتراض ..

الثلاثاء، فبراير 20، 2007

هل أنت مدمن؟

في السابق إلى وقت ليس ببعيد ..
كنا نحصر كلمة مدمن عندما نسمعها على المخدرات
ولم نكن نعرف تقريبا لها معنى آخر ...
حتى التدخين نعتبره عادة وليس إدمان ..
ولكننا الآن أصبحنا نسمعها في أشياء كثيرة ...
هل هو بسبب التطور ؟ أو هو بسبب التغيرات السريعة في المجتمع .؟
إدمان على مشاهدة التلفاز ؟ إدمان على المجلات ؟ إدمان على الجرائد ؟ إدمان الأسواق ؟
إدمان الخروج من المنزل ؟ إدمان على الإنترنت ؟ إدمان على الكمبيوتر ؟ إدمان الشراء ؟
إدمان على كل ما هو جديد ؟
ووصل الإدمان لدى البعض إلى الإدمان على الزواج والطلاق؟
إدمان .. وإدمان .. وإدمان !!!
لا أعرف هل الإدمان أصبح من عادات المجتمع حتى أصبحت تطلق على كل كلمة ؟
المشكلة في الإدمان هو عصبية المدمن وعدم اعتراف صاحبه بأنه مدمن ..
فتجد أنه بمجرد أن يذكر له شخص أنه مدمن ...
يسارع في الإنكار .. ويرفض أن يوصف بالإدمان ..
وهو يتصرف يوميا بما يدل على أنه مدمن ..
لعل هذا سبب من أسباب العصبية في مجتمعنا .. كثرة المدمنين ...
أتوقع أن الإدمان على المخدرات أخف ..
فهو يقوم به الإنسان بالخفاء خشية انفضاح أمره
لكن المشكلة في الإدمان العلني أمام الناس والمفاخرة به ..
دون أي خوف من أن يوصف بالإدمان بل قد يجد لنفسه العذر.. فهو مدمن مسكين !!!
وعلى عكس البعض فهو يحمل هم أنه مدمن وينغمس في إدمانه أكثر وأكثر من كثرة همه أنه مدمن ...
نظرا لقلة حيلته في ترك ما أدمن عليه ... يعوض بشيء آخر لترك إدمانه ..
ثم يعود مرة أخرى .. لما أدمنه ...
ترى هل نجد يوما مركزا يعالج الإدمان من أي نوع من أنواع الإدمان ...
لكنني أعتقد أنه لا يدمن الشخص إلا من وجود فراغ في نفسه استطاع ما أدمن عليه أن يملأه ..
ولكن المشكلة لدينا أن يصبح نسبة ليست بقليلة من مجتمعنا مدمنة على أي نوع من أنواع الإدمان هل هذا يعني أن مجتمعنا يعاني من فراغ؟
وإذا كان هذا صحيحا فما هو الحل ؟

السبت، فبراير 17، 2007

عزلة

فجأة ومن دون أي سبب تعتزل الناس ...
وتشعر ألا رغبة لديك في رؤية إنسان بل تحتاج لوقت للتفكر ولإعادة الحسابات ...
وتفكر في كل شيء وفي أي شيء لم تسنح لك فرصة للتفكير فيه ..
تناقش نفسك ... وتحاسبها ... وتعاتبها ...
وقد يصفر وجهك نتيجة التفكير
وتزداد حملقة في السقف فتحفظ تعاريج وتحفيرات السقف ..
وقد تجد يوما حشرة تسير على السقف
فتتأمل طريقة سير الحشرة ومن شدة الحملقة تختفي الحشرة وتتحول الرؤية إلى ضبابية...
وإن كنت من المحملقين في السقف دوما فأنت تعرف الفرق بين سقف غرفتك عن سقف مكتبك..
فالفرق كبير بين الأسقف ..
وتكون حريصا أشد الحرص على ملاحظة الأسقف في كل مكان تدخله..
فالنظر إلى السقف هواية من يرغم نفسه إرغاما على ترك التفكير
ليلتفت للحظات إلى من حوله..
وبعد لحظات قليلة يجد نفسه عاد من جديد إلى التفكير والحملقة..
ولا رغبة لديه حتى أن يحدث أي شخص هاتفياً بل الاعتزال التام والاستغراق في التفكير
وقد يلومه المقربين منه على اعتزاله الناس ويتعذر لهم بأعذار واهية لا تقنع .. فيصرون عليه ... ويزداد اللوم يوما بعد يوم ...
وهو يعلم أنهم محقين في لومهم .. وأنهم إن تركوه على وضعه سيستمر طويلا ..
فأن يعتزل الإنسان أسبوعا أو أسبوعان فلا حرج ... أما أكثر ؟! فهناك مشكلة ...
ولكنه يجد متعة لا يحسها الناس في عزلته ... وهي متعة لا تتوافر وسط الناس ..
فيخرج من عزلته مجبراً وهو يشعر أنه ما زال بحاجة إلى الاعتزال ...
فيتخذ هواية الحملقة إلى السقف في مكتبه ووسط الناس ...
أيها المحملق إلى الأعلى :
انظر إلى من حولك فهم يستغربون حملقتك ..
ولا تنبههم إلى ما لاحظته في السقف في لحظة صحوتك ...
فسوف تجد نظرات الاندهاش والاستغراب والنظر إليك كأنك كائن من كوكب آخر
أو بالأصح كأنك مجنون وسط عقلاء ...
وكلنا مجانين في هذا الزمان ...

الأربعاء، فبراير 14، 2007

انتحار الأحلام

أنت طموح .. مندفع .. متأمل .. مفكر ..

عفوا فالراحة غير موجودة في الخدمة نرجو محاولة البحث في عصر آخر

فلا يحق لك بها دقيقة
احلم ... وستيأس أحلامك منك وتنتحر
فما فائدة طموحك دون فرصة لتحقيقه!!!
وما فائدة اندفاعك مادام من واجبك ألا تندفع في الحياة!!!

وما فائدة رغبتك بالتأمل إن كان كل ما تتأمله يجلب لك الهم!!!

وما فائدة عقلك المفكر ما لم تتوافر الأفكار المريحة !!!
عفوا الراحة غير موجودة في الخدمة نرجو محاولة البحث في عصر آخر
- غيّر نفسك .. لترتاح
فليس من المهم أن تكون سطحيا وتافها أو أن ترضى عن نفسك!!!
ولا أن تغضب على نفسك فتحتقرها لتكتئب ومن ثم إلى الانتحار أو الجنون
فكل هذا ليس بمهم
من أخبرك أن الآخرين هم التافهون ولست أنت التافه الحقير!!!

قناعاتك وطموحاتك وأفكارك وأحلامك مجموعة من التفاهة والرجعية
فهي تصلح للعيش في العصور الوسطى
أما عصر الحضارة والتطور فلا تصلح لأفكارك
استرخي وقم بتأجير عقلك للآخرين ليبرمجوه لك بما يصلح لهذا العصر
واترك برمجتك الرجعية تذهب
فالمطلوب الآن أن يكون البشر مسخا واحدا لا فرق بينهم في الشكل والمضمون
وتأكد أن أحلامك مع الزمن ستنتحر
وستتخلص من التعب نهائيا!!!

الأحد، فبراير 11، 2007

وكان حلماً

في غمرة تفكيري وإحساسي
طافت بي الأحلام بالعالي
لمحت قصور وأطياف
عشت وسط سهول وجبال
ورأيت المطر من السحاب
وأحسست بالندى على الأوراق
ولمست السماء في العالي
ورسمت بسمة على شفاهي
وصحيت من تفكيري
ولقيت أنها مجرد أحلامي
مجرد وهم من أوهامي
وما زلت أنا في آلامي
أحارب أشباحي

الخميس، فبراير 08، 2007

الحزن يقلق والتجمل يردع

المتنبي ذلك الشاعر الذي تحتار فيه
فعندما تقرأ عنه في الكتب تجده من العصر العباسي
لكنك عند قراءة شعره تجد نفسك واقع في حيرة شديدة
ياترى أكتب هذا الشعر إنسان من عصر سابق ؟
أم كتبه إنسان يعيش في عصرنا!!!
أم أنه يمتلك ملكة الرؤية البعيدة ؟ أم أنه كان يرى ما لا يراه غيره ؟
مع كل قصيدة نراه يصف لدقائق النفس البشرية ومواقفها وردات أفعال الناس كلهم
اللئيم منهم قبل الكريم
والحزن والفرح
ومشاعر الناس وأحاسيسهم
وصفا دقيقا تكاد لا تعرف كيف كتب شعره؟!!
المتنبي مع الحزن
الحُــزنُ يُقلِــقُ والتَجَــمُّلُ يَـردَعُ

والــدَمعُ بَينَهُمــا عَصِــيُّ طَيِّــعُ

يَتَنَازعــانِ دُمــوعَ عَيــنِ مُسَـهَّدٍ

هــذا يَجِــيئُ بِهــا وهـذا يَرجِـعُ

النَــوم بعــد أبــي شـجاعٍ نـافرٌ

والليــلُ مُعْــي والكَــواكب ظُلَّـعُ

إِنــي لأَجــبُنُ عـن فِـراقِ أَحِـبَّتي

وتُحــس نَفســي بالحِمــامِ فأشـجعُ

ويُزِيــدُني غضـبُ الأًعـادِي قسـوةً

ويُلِــمُّ بـي عَتْـبُ الصَـديقِ فـأجزَعُ

تَصفُــو الحَيــاةُ لجِـاهِلِ أو غـافِل

عَمَّــا مَضَــى فِيهــا وَمـا يُتـوقَّعُ

ولِمَــن يُغـالِطُ فـي الحَقـائِقِ نَفسَـهُ

ويَسُــومُها طَلــبَ المحـالِ فتطمَـعُ

أيــن الَــذي الهَرَمـانِ مـن بُنيانِـه

مـا قَومُـهُ مـا يَومُـهُ مـا المَصـرَعُ

تَتَخــلَّفُ الآثــارُ عَــن أصحابِهـا

حِينــاً ويُدرِكُهــا الفَنــاءُ فتَتبَــعُ
**
لقراءة القصيدة كاملة مع شرحها

الاثنين، فبراير 05، 2007

عندما نشتاق لطعم الدموع

أحيانا كثيرة نجد أن الأمور تتراكم وكأنها تتضامن علينا ..
وتجد متعة في اجتماعها مع بعضها البعض ...
ويضيق صدر الإنسان بتراكمها بها ...
فيستغفر تارة من تذمره .. ويستغفر مرة أخرى من كرهه لما هو فيه ...
ويستغفر مرات ومرات على تفكيره في الطرق التي تخلصه من هذه الأمور ...
ويزيد من حرصه على الاستغفار لا لشيء إلا ليبعد عنه الشيطان الذي وجد له مداخلا كثيرة عليه ...
ويبدأ يفكر في من يستطيع أن يفضي له عما في نفسه ..
فيجد أن الأرض قد خلت من الناس ...
فلا أحد من الممكن أن يقال له الكلام الذي في النفس ...
ويزداد الصدر بالضيق يوما بعد يوم ..
وتتضامن العين مع كل الأمور لترفض ذرف الدموع لأن العقل يرفض البكاء لأنه ضعف ...
والضعف مرفوض في كثير من الأمور ...
وعندها نشتاق لطعم الدموع ...
فنستجدي العين مرات ومرات لتذرف لنا الدموع ..
لنتذوق طعمها .. ونجد مرارتها في الفم ... ونشم رائحتها ...
ونجد أن شوقنا لهذه الدموع يفوق الشوق لأي شيء آخر في هذه الحياة !!!

الجمعة، فبراير 02، 2007

هجرة

سأمضي وحدي
إلى هناك
حيث حلمي
أملي .. واشتياقي
ألمس بيدي عنان السماء
فأتنفس النقاء
سأمضي
لن ألتفت خلفي
فمكاني ليس هنا
بل هناك
حيث نجومي
إلى أحلامي الصغيرة