الجمعة، سبتمبر 22، 2006

اصمتوا يا أصحاب الحق

اصمتوا يا أصحاب الحق ... استمروا في الصمت المقيت ...
لا تنكروا ولا ترفعوا أصواتكم بالحق
ودعوا غيركم يرفع صوته باسم الحق والحرية والتغيير والعدل لينشروا أفكارهم الهادمة
أهو هذا زمن عودة الإسلام غريبا كما بدأ غريبا؟!!
كيف تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه الغربة ؟
هم عانوا أكثر بكثير مما نعاني الآن لكنهم واجهوها بالصبر وقوة الإيمان
لكننا نعالج معاناتنا بإشغال عقولنا عما نعانيه
هم أحبوا الحياة ومع ذلك لم يترددوا لحظة للجهاد في سبيل الله
ونحن أحببنا الحياة ومع ذلك لم نحاول مرة في إصلاح هذه الحياة إلى الأفضل.
استمروا في الصمت .. والتأمل .. ولكن هل سنأخذ بهذا الصمت يوما؟
هل نتوقع أن يتغير شيء بصمتنا ؟
وهل سيأتي اليوم الذي نندم على هذا الصمت أشد الندم؟!!

الخميس، سبتمبر 21، 2006

جسر الأمل

أيا جسر الأمل .. هلا دللتني على طريقك

سأجدك يوما ما

وسأسير عليك بفرح

وقد أقف عليك

لأتأكد أنني لا أحلم

فأنا الآن واقفة عليك

لن أتأمل عليك كثيرا

ففي جانبك الآخر أجد السعادة

أجد الراحة

أجد كل ما يتمناه البشر

جسري .. جسر الأمل

هلا دللتني على مكانك!!!

الأربعاء، سبتمبر 20، 2006

صمت

في أحيان كثير نحتاج إلى الصمت والتأمل فيمن حولنا والاستماع إلى كلماتهم والانتباه إلى أمور أخرى وحركات صغيرة التي قد لا ينتبه إليها الشخص المتكلم أحيانا...
فالعين لها حركاتها ومدلولاتها وكذلك الفم وتعبيرات الوجه.

ولو تفكرنا قليلا لوجدنا أن الصمت في أحوال كثيرة مريح ومميز
فيظل الإنسان الصامت سرا من الأسرار التي يحتار الناس في كشفها ويتخوفون من الاقتراب منها، فيرتفع بذلك قيمة الشخص الصامت ... بل ويجعل الناس يهابون التعرض له بأي شيء كان ..

وأمثالنا الشعبية تحذّر وتشدّد من الإنسان الساكت ففي المثل الشعبي (الساكت سمّه ناكت) فسكوته ليس لمجرد السكوت بل هو دلالة على سم كثير يحمله في نفسه ومستعد لنفثه إلى من حوله .

ومع ذلك فإن صمت الليل لا يخيف بل هو يدعو للاسترخاء والهدوء ، وقد يناجي فيها الإنسان ربه فيشعر بانتعاش لا يعيشه في أجواء النهار الصاخبة ...

وهو أجمل الوقت التي تنبثق فيه أجمل الكلمات من الأدباء والشعراء.

إن للصمت تعبيره الخاص فللوداع صمت وللحزن صمت وللموت صمت كلها تدل على تعبير خاص من نوعه من الإجلاء والاحترام لشيء ما ... لا يعبّر عنه إلا بالصمت.

ولئن كان صمت الإنسان مكروها لدى البعض إلا أن المتأمل يجد أن العلماء والحكماء هم من يجلسون في المجلس في هدوء وصمت ولا يتكلمون إلا في النادر ليشاركوا بقليل من الكلمات ثم يعودون لصمتهم المحبب.

وأخيرا أتمنى فعلا أن أكون ممن يكون صمته وكلامه حكمة ...

فمن حصل على هذه النعمة فقد امتلك الكثير ...

الثلاثاء، سبتمبر 19، 2006

جرعة قلق

أرق ... قلق ... من أي شيء؟؟ من لا شيء ..

قد يكون من شيء لكنه لا يستحق أن يعتبر شيئا فهو أتفه من أن يكون حتى مجرد(شيء).
مجرد أفكار اختلقت نتيجة موقف عادي لكنها تضخمت بسبب عقل لديه قابلية للقلق ..

ومع ذلك يستمر القلق ويجلب معه جميع أمراضه ما بين مغص وقولون ودوخة وصداع ونوم أو لا نوم فكل الأمراض المتضادة مع بعضها البعض .. وكل هذا من لا شيء!!!

وتجد نفسك تتساءل ما هذا القلق!!! ومن أي شيء !!!

ومع التساؤلات قليل من الشتائم التي تشتم بها نفسك لا أحد آخر فقط نفسك!!!

وتتهم نفسك بالتفاهة والضعف وعدم القدرة على التحكم في التفكير ... فيزداد المزاج تعكرا على تعكره من سيل الشتائم.

عندها كل أمر طبيعي هو خطأ فقط لأنه أمامك وأنت في هذا المزاج المتعكر ..

وكل كلمة تقال هي كلمة يجب ألا تقال لأنها تقال في أذنك وأنت بهذا المزاج ...

وتظل كذلك إلى أن ينتهي ما يقلقك وترى أن الأمر قد مر بسلام فلا مخاوفك حصلت ولا مجال قلقك كان معروفاً بل إنه لا شيء معروف ..

فالشيء المخيف والمقلق بقي مجهولا مثل كل قلقك المجهول ..

والشيء المقلق كان أمرا خياليا اختلقه عقلك وأخفاه عقلك أيضا ...

فتستسلم: إنها جرعة قلق لابد أن تمر كل فترة وأخرى ..

وتتمنى في داخلك أن تمر دائما بسلام ..

الاثنين، سبتمبر 18، 2006

مكان في القلب

في كل مرة نتعرف على أناس نجد أنهم يحتلون مكانا في القلب ...

وفي كل مرة نعتقد أنه لا وجود متسع لآخرين فما سعة قلب صغير لا يزيد حجمه عن كف اليد لكل هؤلاء الناس

ويتدخل العقل فيمسح قليلا من ذكرياته ليترك مساحة في القلب لآخرين


ويدخل ويخرج أناس بسرعة ويظل القلب يشعر بذلك الشعور (المؤلم) عند تذكر شخص أحبه .. وكان لابد من مفارقته لمشاغل الحياة الكثيرة


ويستمر القلب بإدخال السعادة عند رؤية أحباب قدامى أو سماع أصواتهم أو معرفة أناس آخرين جدد


وفي كل مرة يظل السؤال متى تنتهي مساحة القلب ؟ ومتى لا يبقى هناك مكان في القلب!!!


ولكن الاستغراب هو مع وجود الأشباح الكثيرة في عقولنا لصور وأشخاص أحببناهم أو لم نحبهم .. فما أن نفقد عزيز ينطفئ القلب وينسى أن يشعرنا بالسعادة لوجود آخرين فيه


من يضيء القلب أهو العقل؟ أم القلب نفسه؟ أم من؟

أرحمك يا قلبي ... وأعلم أنني أثقلت عليك بأكثر مما تتحمل ...

مع أن الناس تتهمك دوما أنك قاسٍ يخلو من الرومانسية !!!

سامحني يا قلبي ...

فقد أثقلتك بكثير من المشاعر

الخميس، سبتمبر 14، 2006

صداقة الإنترنت

قرأت مقالاً منذ زمن ليس بقليل أن جبران خليل جبران أحب مي زيادة على الرغم أنهم كانوا يتراسلون بالمراسلة فقط ...

ثم أضحت تلك الرسائل أدبا يدرّس لطلاب اللغة العربية لجمال الفن الأدبي بها .

وتعرّض المقال عن فن كتابة الرسالة وكيف أن الرسائل تكون طريقا للتعارف وأن هذه المعرفة تكون قوية لأن الرسائل تكتسب فنا من حيث اختيار نوع الورق وطريقة الكتابة واختيار قلم الكتابة ولون حبر الكتابة ... وأن لا يعرف مدى أهمية التعارف بالمراسلة إلا من جربه...

وكنت تقريبا شبه مستبعدة هذا الأمر بل اعتبرته نوع من المبالغات ومن المستحيلات ...

ولأني أعيش في عصر غير عصر جبران خليل جبران ومي زيادة ... في عصر الإنترنت والكمبيوتر والبريد الإلكتروني ... آمنت الآن أن هناك صداقة بهذه الوسائل.

فمن خلال سنوات قليلة عشتها مع الإنترنت تعرفت على أناس لم أتوقع أن أتعرف عليهم بل كونت صداقات لم أكن لأكونها لو لم يوجد الإنترنت فقد تعدت هذه المعرفة حدود وطني إلى أوطان مجاورة وغير مجاورة ... ووجدت نفسي أحب أناسا لا أعرف أصواتهم أو أشكالهم ولا أسماءهم...

وإنني بكتابتي هذه أهدي هذه الحروف البسيطة إلى كل من تعرفت عليها عن طريق الإنترنت وإن كان تجاوز لدى بعضهن إلى الهاتف لكن يظل الإنترنت صاحب الفضل - بعد الله عز وجل - على هذه المعرفة ...

وآمنت الآن فعليا أن هناك صداقة إنترنت ...بل إني أعتز بتلك الصداقات وتشرفت بها ... واكتسبت منهن أمور لم أكن لأكتسبها إلا منهن دون غيرهن ... واستفدت منهن فوائد كثيرة لا تذكر وقد لا يعرفن أني استفدت منهن تلك الفوائد ... وكان لهن الأثر الكبير في دعمي في لحظات حياتي الصعبة ...

صديقات الإنترنت :
أقولها لكن من صميم قلبي :
سلام على الدنيا إن لم يكن فيها . . . صديقا صدوقا صادق الوعد منصفا
وكنتن خير صديقات لي

الثلاثاء، سبتمبر 12، 2006

مخاوف

إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم غير أشقياء؛ لأنهم يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء، أما أنا فشقية لأني لا أعرف لي داء فأعالجه، ولا يوم شفاء فأرجوه
ماجدولين
من رواية (تحت ظلال الزيزفون) لألفونس كار وترجمة المنفلوطي

هذه العبارة تحديدا من الرواية الرائعة (تحت ظلال الزيزفون) جعلتني أشعر أن هناك يشعر بمثل ما أشعر به ... أحيانا كثيرة أحاول شرح سبب ألمي وحزني لأقرب الناس إلي فأعجز عن توصيل الفكرة لهم لأنها مجهولة حتى بالنسبة لي فهي مجرد مخاوف لم تقع ... ومن يستطيع علاج خوف من شيء لم يقع ؟!!

فكل يوم يمر تسيطر فكرة معينة من الخوف من شيء معين وأجد نفسي أنني اضطر اضطرارا لإشغالها عن مخاوفها ، وما أسهل إشغالها في النهار وما أصعبه في الليل
فمع الهدوء العام ومع محاولة النوم أجد أنه لا أفكار إلا فكرتي الرهيبة المخيفة
لا أعلم هل سيأتي يوم أستغرب من مروري بهذه الحالة ؟ أما أنني سأظل إلى الأبد؟

خوفي ابتعد عني فلا فائدة مني ... فلدي من المخاوف ما يكفي

السبت، سبتمبر 09، 2006

وحدة

يقول علي الطنطاوي في كتابه من حديث النفس:

"عجزت عن احتمال هذه الوحدة، وثقل عليّ هذا الفراغ الذي أحسه في نفسي، فخالطت الناس، واستكثرت من الصحابة. فوجدت في ذلك أنساً لنفسي واجتماعاً لشملي فكنت أتحدث وأمرح وأمزح وأُضحك وأَضحك حتى ليظنني الرائي أسعد خلق الله وأطربهم، بيد أنني لم أكن أفارق أصحابي وأنفرد بنفسي، حتى يعود هذا الفراغ الرهيب، وترجع هذه الوحدة الموحشة" ا.هـ

في كل مرة أشعر بالوحدة وأتألم من أسواطها أعود لكتاب علي الطنطاوي وحديثه عن نفسه وبالأخص حديثه عن الوحدة فأجد أنه وصفها وصفا دقيقا وكأنه يتحدث عني أنا ولا يتحدث عن نفسه .. ولو أردت الحديث عما أشعره لم أستطع الوصول لنفس دقة وصفه ...


سابقا كنت أرى أن الوصف ينطبق علي تماما أما الآن فأشك بأن من ينظر إلي يراني أسعد خلق الله بل ينظر إليّ بعين الحيرة فيجد نفسه يتساءل من هذه؟ ولماذا هي هكذا؟ وقد يشتمني في داخله على الرغم أني قد أكون لم أتحادث معه بحرف وقد أكون لم ألحظه بنظرة


فالنظرات الشغوفة والفضولية التي تستمتع بالتأمل في الناس وفي وجوههم اختفت ولم أعد أملكها وأصبحت أستمع لما يريده الناس دون النظر إلى وجوههم لأني أنساها بسرعة ولا أتذكرها فما فائدة النظر إليها !!!


وإن كانت الرغبة في مساعدة الناس هي نفسها لم تتغير بل قد تكون زادت حدّتها عن السابق إلا أنها ما عادت تشعرني بالسعادة كالسابق بل تزيدني حزنا فوق حزني لأني أشاهد عزوف الناس عن مساعدة بعضهم البعض مالم تكون هناك فائدة مرجوة من مساعدتهم أو فائدة مستخلصة من مساعدتهم

لا أعلم الوحدة هي ما تجعلني أسطر كلماتي التي يقرؤها الآخرون ...
وعلى الرغم من أنني أجلس وسط أناس كُثُر لكن مشاعر الوحدة تلازمني دوما .. لأنهم بعيدون عني تماما ولا يربطني بهم سوى قربهم مسافة

وحدتي ثقيلة لكنها أخف من وحدتي وسط الناس

الأربعاء، سبتمبر 06، 2006

انتحال

لا تسألني عن كتاباتي

بل لا تسألني عن آمالي ومخططاتي

بل أجبني عن سبب نظرتك المتغيرة

أجبني عن سبب اختفاء بريق عينيك

عن تلك اللهجة الغريبة

عن تلك الابتسامة المكتومة على شفاك

لا تسألني عن أدبياتي

لا تسألني عن أي شيء يخصني

فأنا كما أنا لم أتغير

لكنك أنت شخص آخر بداخل إنسان أحببته
لماذا انتحلت جسده؟
لماذا لم تنتحل جسدا آخر؟
أين صاحب الجسد الحقيقي؟
هل ضاع؟ تلاشى؟ اختفى؟
فلماذا يسألني عما يعتقد أنه يعرف؟
لماذا لا ينسى كل ما يخص صاحب الجسد القديم؟
عفوا ... أنت شخص آخر
لست من أحب

الاثنين، سبتمبر 04، 2006

دوام الحال من المحال

غريب أمر زملاء العمل...
يختفون سنوات طويلة وعند عودتهم تجدهم يتحدثون عن المواضيع التي قبل غيبتهم وكأنها بالأمس
وتحاول تذكر بعض المواضيع التي يذكرونها
فتتذكر بعضها وتعجز عن تذكر الأخرى
ويتذكرون المواقف الصغيرة والحساسيات التي كانت توجد في تلك الفترة في العمل وتفاصيل صغيرة جدا...
ويجبرونك عندما يبدؤون بالشتم بأن توقفهم لتذكرهم أن هذا ماضي وانتهى
وأن كل إنسان ذهب في حاله ولم تعد الأمور كما في السابق
فيكمل حديثه ويؤكد أنها باقية وأنها حقيقية
وتفكر هل هي باقية؟
فالأمور لا تبقى كما كانت خلال يوم واحد فما بالك بسنوات طويلة !!!
وفي نفس الوقت عندما تغيب عن شخص حصلت بينك وبينه حزازيات وتراه بعد سنوات
تنظر له نظرة مختلفة عما كانت في السابق
بل قد تواجهه ببشاشة وتسلّم عليه وكأن شيئا لم يكن وتستغرب أنت موقفك من نفسك
فهذا الإنسان قد تسبب لك بالكثير من الأذى في فترة من الفترات
لكن الآن هو لن يستطيع أن يؤذيك وقد غبت عنه طويلا
وكما تغيرت أنت في داخلك فمؤكد أنه هو تغير
ودوام الحال من المحال