الأربعاء، سبتمبر 20، 2006

صمت

في أحيان كثير نحتاج إلى الصمت والتأمل فيمن حولنا والاستماع إلى كلماتهم والانتباه إلى أمور أخرى وحركات صغيرة التي قد لا ينتبه إليها الشخص المتكلم أحيانا...
فالعين لها حركاتها ومدلولاتها وكذلك الفم وتعبيرات الوجه.

ولو تفكرنا قليلا لوجدنا أن الصمت في أحوال كثيرة مريح ومميز
فيظل الإنسان الصامت سرا من الأسرار التي يحتار الناس في كشفها ويتخوفون من الاقتراب منها، فيرتفع بذلك قيمة الشخص الصامت ... بل ويجعل الناس يهابون التعرض له بأي شيء كان ..

وأمثالنا الشعبية تحذّر وتشدّد من الإنسان الساكت ففي المثل الشعبي (الساكت سمّه ناكت) فسكوته ليس لمجرد السكوت بل هو دلالة على سم كثير يحمله في نفسه ومستعد لنفثه إلى من حوله .

ومع ذلك فإن صمت الليل لا يخيف بل هو يدعو للاسترخاء والهدوء ، وقد يناجي فيها الإنسان ربه فيشعر بانتعاش لا يعيشه في أجواء النهار الصاخبة ...

وهو أجمل الوقت التي تنبثق فيه أجمل الكلمات من الأدباء والشعراء.

إن للصمت تعبيره الخاص فللوداع صمت وللحزن صمت وللموت صمت كلها تدل على تعبير خاص من نوعه من الإجلاء والاحترام لشيء ما ... لا يعبّر عنه إلا بالصمت.

ولئن كان صمت الإنسان مكروها لدى البعض إلا أن المتأمل يجد أن العلماء والحكماء هم من يجلسون في المجلس في هدوء وصمت ولا يتكلمون إلا في النادر ليشاركوا بقليل من الكلمات ثم يعودون لصمتهم المحبب.

وأخيرا أتمنى فعلا أن أكون ممن يكون صمته وكلامه حكمة ...

فمن حصل على هذه النعمة فقد امتلك الكثير ...

ليست هناك تعليقات: