السبت، فبراير 17، 2007

عزلة

فجأة ومن دون أي سبب تعتزل الناس ...
وتشعر ألا رغبة لديك في رؤية إنسان بل تحتاج لوقت للتفكر ولإعادة الحسابات ...
وتفكر في كل شيء وفي أي شيء لم تسنح لك فرصة للتفكير فيه ..
تناقش نفسك ... وتحاسبها ... وتعاتبها ...
وقد يصفر وجهك نتيجة التفكير
وتزداد حملقة في السقف فتحفظ تعاريج وتحفيرات السقف ..
وقد تجد يوما حشرة تسير على السقف
فتتأمل طريقة سير الحشرة ومن شدة الحملقة تختفي الحشرة وتتحول الرؤية إلى ضبابية...
وإن كنت من المحملقين في السقف دوما فأنت تعرف الفرق بين سقف غرفتك عن سقف مكتبك..
فالفرق كبير بين الأسقف ..
وتكون حريصا أشد الحرص على ملاحظة الأسقف في كل مكان تدخله..
فالنظر إلى السقف هواية من يرغم نفسه إرغاما على ترك التفكير
ليلتفت للحظات إلى من حوله..
وبعد لحظات قليلة يجد نفسه عاد من جديد إلى التفكير والحملقة..
ولا رغبة لديه حتى أن يحدث أي شخص هاتفياً بل الاعتزال التام والاستغراق في التفكير
وقد يلومه المقربين منه على اعتزاله الناس ويتعذر لهم بأعذار واهية لا تقنع .. فيصرون عليه ... ويزداد اللوم يوما بعد يوم ...
وهو يعلم أنهم محقين في لومهم .. وأنهم إن تركوه على وضعه سيستمر طويلا ..
فأن يعتزل الإنسان أسبوعا أو أسبوعان فلا حرج ... أما أكثر ؟! فهناك مشكلة ...
ولكنه يجد متعة لا يحسها الناس في عزلته ... وهي متعة لا تتوافر وسط الناس ..
فيخرج من عزلته مجبراً وهو يشعر أنه ما زال بحاجة إلى الاعتزال ...
فيتخذ هواية الحملقة إلى السقف في مكتبه ووسط الناس ...
أيها المحملق إلى الأعلى :
انظر إلى من حولك فهم يستغربون حملقتك ..
ولا تنبههم إلى ما لاحظته في السقف في لحظة صحوتك ...
فسوف تجد نظرات الاندهاش والاستغراب والنظر إليك كأنك كائن من كوكب آخر
أو بالأصح كأنك مجنون وسط عقلاء ...
وكلنا مجانين في هذا الزمان ...

ليست هناك تعليقات: