الجمعة، ديسمبر 01، 2006

كينونات

اكتشفت مؤخرا أن (كنت وكنا) لها وضع كبير في حياة الإنسان،
فيعيش بها الإنسان اليائس ويظل يكررها دوما ليعيش بـ (كنت وكنا) لتعطيه أمل أنه (كان) إنسانا سابقا واليوم هو إنسان لكنه غير الإنسان السابق!!!
فـ(كنت) قبل سنوات عدة أضحك ... ليس مجرد ابتسامة مزيفة للمجاملة بل(كانت) ضحكة من القلب ...
واكتشفت أنه (كان) لدي حس لإسعاد من حولي معي ... فيضحكوا معي فتجتمع الضحكات وتزيد السعادة
لكنني بت أتخيل أنني نشأت على ثقل الدم الموجود بداخلي والكآبة التي في نفسي ...
و(كنت) على وشك أن أصدق هذا الاعتقاد وتثبيته ...
وأنني مذ أن (كنت) لم أعرف إلا هذه الحياة
ولم أتخيل أنني (كنت) بذاك الصفو والنقاء
(كنت) أعلّق تعليقات خفيفة وأكتب تلك التعليقات
ولا أعلم هل (كنت) أعلم أنني سأقرؤها يوما ولن أصدق أن هذه الكتابة كتابتي
لولا أن الخط خطي؟! والورق ورقي؟ لما عرفت أنني هو من (كنت)
ما أكثر الكانات .. والكيونونات ..
***
وبحثت عن كينونات أخرى فوجدت من كتب ولم أجد اسمه عليها :

يا حبيبي لا تقل كنا وكان
فما زلنا على عهد الهوى فاشتياق
تصالحنا ... تسامرنا
وكانت شكوانا أنين
على مقعدنا جلس طائر حزين
ما زال يحمل بين طياته هذا الحنين
لسؤال لم نجب عنه حتى هذا الحين
يا حبيبـي لا تقل كنا وكان
فما زلنا على عهد الزمـان
أدعوك ... فتدعوني للقاء
نهدهد عهد الهوى بوفاء
ونطرح على أنفسنا نفس السؤال
هل ما زال في الزهر رحيق؟
وداخل تلك الكهوف هاك الغريق ؟
وفي أعماق الليل ذاك الحريق؟
يا حبيبـي لا تقل كنا وكان
فما زلنا على عهدنا الذي كان
شمس ونار في أحضان النهار
أدعوكَ تلبي ندائي ... وبإصرار
فلن أرضى بهذا الفراق الجبار
حطم معابدي وكنت في إنهيار
وما زال داخلي هذا السؤال المستجار
هل ما زال فـالعمر رحيق ؟
وفي أعماق الليل ذاك الحريق ؟
يا حبيبـي لا تقل كنا وكان
ما زلنا نلبي النداء
تناجينا نلبيها ليالينا
على ضفافها ... إلتقينا
وفوق روابيها تصافينا
فتعال اليوم ... لا غدا
فاليوم النجم ... غائم
والفجر غير آت بل هائم
يا حبيبـي لا تقل كنا وكان
فما زلنا على عهد ... الوفـاء

ليست هناك تعليقات: