الأحد، ديسمبر 31، 2006

علو في الحياة وفي الممات

علو في الحياة وفي الممات ***لحقٌ أنت إحدى المعجزات

كأن الناس حولك حين قاموا***وفود نَداك أيام الصلات

كأنك قائم فيهم خطيبا***وكلهم قيامٌ للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاءً***كمدهما إليهم بالهبات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن***يضم علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا***عن الأكفان ثوب السافيات

لعظمك في النفوس تبيت ترعى***بحراسٍ وحفاظ ثقات

وتوقد حولك النيران ليلا***كذلك كنت أيام الحياة

ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ***علاها في السنين الماضيات

وتلك قضية فيها أناسٌ***تباعد عنك تعيير العداة

ولم أر قبل جذعك قط جذعا***تمكن من عناق المكرمات

أسأت إلى النوائب فاستثارت***فأنت قتيل ثأر النائبات

وصير دهرك الإحسان فيه***إلينا من عظيم السيئات

وكنت لمعشر سعدا فلما***مضيت تفرقوا بالمنحسات

غليل باطن لك في فؤادي***يخفف بالدموع الجاريات

ولو أني قدرت على قيام***بفرضك و الحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي***وبحت بها خلاف النائحات

ولكني أصبر عنك نفسي***مخافة أن أعد من الجناة

ومالك تربة فأقول تسقى***لأنك نصب هطل الهاطلات

عليك تحية الرحمن تترى***برحمات غواد رائحات
أبو الحسن الأنباري

ليست هناك تعليقات: