الخميس، يوليو 06، 2006

تصنيفات البشر 1-2

تقسيم الناس إلى قوي وضعيف وخيّر وشرير وظيفة يتخذها الإنسان لنفسه ليشغل نفسه عن نفسه

و دائما ما نقسم أنفسنا من خلال تربيتنا

فمنا من يصنف نفسه من الجهة الخيرة وإن كان شريرا

ومنا من يصنف نفسه شريرا وإن كان من الجهة الخيرة

وكذا في القوة والضعف

وليس ما نصنف به أنفسنا هو الصحيح أو المعلن بل هو ما في دواخلنا والذي لا نعلن عنه إلا نادرا

إن كنت ترغب في تقرير دواخل الإنسان فلا تأخذ كلامه الظاهري عن نفسه

فهذا الكلام فقط لإقناع من حوله وليرضى عن نفسه

إن رغبت في معرفة دواخل الإنسان فتش عنها من خلال كتابته وستجده يوما ما

يوما ما سيزل في حرف يذكره يخالف كل ما يعلن عنه من مبادئ وقيم

وهذا الزلل يجعلك تكتشف المفاجآت دائما

فالسعيد ليس سعيدا دائما والحزين ليس حزينا حقيقيا والمتصابي كبر في سنه وهو يعرف ذلك لكنه ينكره

إن كنت ترغب بألا يعرف أحد حقيقتك أبدا توقف عن الكتابة لأنها هي المفتاح الوحيد للوصول إلى دواخلك ...

أما اللسان فإنك تستطيع أن تعتزل الناس حتى لا تثرثر كثيرا ولا تتفوه بحماقات دواخلك والتي لا ترغب في أن يعرفها أحد واللسان أخطر من الكتابة إن كنت ممن يفتح فمه كثيرا ... والحل الوحيد مع اللسان هو أن تغلق فمك عليه ولن يعرف أحد ماهيتك أبدا .. لتوصف بعدها بالغموض..

فالغموض رغم صعوبته على النفس إلا أنه الحل الوحيد مع الناس

فهو الذي يجعل الناس يتساءلون عنك دائما لكنهم لن يستطيعوا أبدا الاقتراب منك وسؤالك فقد صنعت من خلال صمتك لوحة (ممنوع الاقتراب من حيث لا تشعر) ..

وصنف نفسك بعدها كما تشاء فالخيار بيدك...

ليست هناك تعليقات: